النفايات الالكترونية..70% من معادنها تلوث المياه وتضر بصحة الإنسان

مشرف عدد الرسائل : 78 نقاط : 27564

النفايات الالكترونية..70% من معادنها تلوث المياه وتضر بصحة الإنسان
التاريخ: Wednesday, September 19
اسم الصفحة: تحقيقات

بغداد / إسراء العزي
النفايات الالكترونية نوع من التلوث البيئي والذي يطلق عليه (الخط المخفي) فالكثير من انواع التلوث الناتج من مخلفات المصانع كالمواد الصلبة او السائلة او الغازية السامة المنبعثة من المصانع ممكن تحديد تلوثها من خلال الرؤية او الرائحة ولكن الاشد خطورة والتي لايمكن تحديد خطرها هي النفايات الالكترونية وممكن تعريفها بانها (النواتج التي تتكون جراء استخدام المستهلك للاجهزة الالكترونية وتشمل (التلفزيونات،الحاسبات الالكترونية،كاميرات الفديو،اجهزة الهاتف النقال...وغيرها) كل الاجهزة تلك تشترك في صفتين تجعلها من النفايات الالكترونية وهي كونها تمتلك اما لوحة الكترونية او انبوب الاشعة الكاثودية وهذا الاخير يحتوي على نسب من الرصاص بمستويات تؤدي الى زيادة الخواص السمية وبالتالي تنتج نفايات خطرة اما واقع حال النفايات الالكترونية بالنسبة الى العراق فنلاحظ ان السوق المحلية العراقية تغزوها الأجهزة الالكترونية المستعملة والجديدة ذات المناشئ الرديئة ومع تزايد هذه المنتجات ونتيجة مناشئها الرديئة يعرضها للاستهلاك المبكر فتتحول الى نفاية.

قوانين خاصة
*ما هي اجراءاتكم حول النفايات الالكترونية وهل هناك مشاريع استراتيجية في هذا المجال؟
-تعمل وزارة البيئة جاهدة على اعداد تعليمات لادارة النفايات الخطرة ليتم فيما بعد اقرارها وتشريعها قانونيا وان النفايات الالكترونية هي واحدة من تلك النفايات الخطرة.
وممكن تقديم بعض التوصيات للحد من اخطارها ولفت انظار المسؤولين في الدولة كوزارة التجارة ووزارة الصناعة والمعادن وغيرها من الوزارات المعنية بهذا الموضوع.
اصدار قوانين يحدد من خلالها استيراد الاجهزة الالكترونية (المستعملة والجديدة) من حيث نوعيتها.اصدار قوانين وتشريعات حول كيفية التعامل مع هذه النفايات كونها خطرة، و فرض غرامات رادعة على التجار الذين يقومون باستيراد انواع الاجهزة الرديئة ذات التاثير الاكثر ضررا على البيئة، و العمل على توفير مراكز او مصانع نظامية يتم من خلالها تقليص حجم هذه المخلفات الالكترونية من خلال الاستفادة منها باعادة تدويرها.
نفايات مضرة
*هل التطور التكنولوجي الحاصل يؤدي الى زيادة النفايات الالكترونية ولماذا؟
-ادى التطور التكنولوجي السريع الى انتاج كميات كبيرة من الاجهزة الالكترونية والكهربائية بشكل يكاد يكون يوميا مثل اجهزة الكومبيوتر والهاتف النقال وغيرها وان تلك الاجهزة ومع مرور الزمن والانتهاء من استخدامها تتحول الى نفايات الكترونية تضر بالبيئة والصحة العامة عندما يتم التخلص منها ومما يثير الاهتمام ان الدول الغنية تعتمد على تصدير هذه الاجهزة البالية الى الدول الفقيرة او دول العالم الثالث بحجة المساعدة ولكن في الحقيقة انما تسعى تلك الدول الى التخلص من تلك الاجهزة بثمن بخس حيث تمنع القوانين الصارمة في تلك الدول التخلص العشوائي او التسبب باحداث اضرار بيئية وبالتالي يتم تصديرها لتقع في ايدي عمال (دول العالم الثالث) الذين يعملون في مجال اعادة التصنيع ويتعرضون لمخاطرها وتجدر الاشارة الى ان الولايات المتحدة الامريكية تعد اكبر مستهلك للالكترونيات في العالم وان اكثر من(315) مليون جهاز حاسوب اصبحت بالية وغير قابلة للاستعمال في أميركا مابين عام(1997-2004) وذكرت احدى الدراسات التي اعدت في الولايات المتحدة الامريكية ان (3.2) مليون طن من هذه الاجهزة يتم طمره سنويا كطريقة للتخلص منه وبالاضافة الى ذلك ان (250) مليون طن من هذه الاجهزة تصبح خارج الخدمة بدون فائدة في عام (2005) وان (6) ملايين من هذه الاجهزة مخزونة في البيوت والدوائر بدون استخدام وان هذا القدر الكبير من النفايات الالكترونية سيؤثر حتما على الدول التي تدعي انها تملك تقنية عالية تمكنها من السيطرة الكاملة على مقومات البيئة.. وتبين النسب الاتية ادناه عمر الاستخدام (العمر الافتراضي) للاجهزة الالكترونية بالسنين..
نوع الجهاز عمر الاستخدام
الاجهزة الصورية
(اجهزة التلفزيون) 13-15 سنة
الاجهزة الصوتية
(مشغل الاقراص المحمول) 13-15 سنة
الاجهزة المعلوماتية
الهواتف اللاسلكية 2-4 سنة
طابعات الحاسبات 3-5 سنة
الهواتف، ماكنة الرد الالي 3-6 سنة
اجهزة الفاكس والحاسبات الشخصية
شاشات الحاسبات 6-7 سنة
امطار حامضية
ما هي اهم الاثار السلبية الناتجة عن النفايات الالكترونية؟
ان للنفايات الالكترونية اثاراً سلبية على البيئة حيث تتراكم المعادن والبلاستيك والمواد الكيمياوية السامة التي تتكون منها الاجهزة الالكترونية كلوحات الدوائر الكهربائية وانابيب الزجاج والاسلاك والمقاومات والمكثفات وغيرها من الاجهزة الداخلية الدقيقة وان اكثر من 70% من المعادن الثقيلة بما فيها الزئبق والكادميوم والقصدير التي تتواجد في مطامر النفايات تعمل على تلويث المياه الجوفية وعند حرق هذه النفايات الشديدة السمية تنتج غازات مثل غاز ثنائي اوكسيد الكاربون واكاسيد الحديد والنحاس الثنائية واكاسيد العناصر الثقيلة وغيرها ما يؤدي الى تلوث الهواء وعند تعرض هذ الغازات الى الرطوبة والامطار تتكون الامطار الحامضية ما يؤدي الى تلوث المياه والتربة.
مواد سامة
*من هو المتأثر الاول من النفايات الالكترونية؟
-ان المتأثر الاول من النفايات الالكترونية هو الانسان ثم تاتي العناصر الاخرى في البيئة(الهواء، الماء، التربة) كما تم شرحه بشكل مفصل في الاثار السلبية الناتجة عن النفايات الالكترونية حيث ان اعادة تدوير هذه النفايات من اهم مسببات التلوث البيئي لما تحتويه هذه الاجهزة من مكونات سامة على الصحة والبيئة وان عملية اعادة التدوير تمر بمراحل متفاوتة تتمثل بالفرز والتفكيك واعادة الصهر والحرق وغيرها حيث تتم هذه العمليات بصورة عشوائية غير مدروسة وعادة ما تشكل خطورة اضافية كبيرة حيث يتعرض العاملون على عمليات اعادة تدوير هذه النفايات لهذه المخاطر، واخيرا نود ان نشير إلى ان الدول الكبرى تسهم بقدر كبير في تصدير هذه السموم القاتلة الى الدول الاسيوية النامية من خلال الحريق المفتوح لهذه النفايات وانهار الاحماض والمكونات السامة والتي تعد من اهم الملوثات للتربة والهواء والماء مسببة الكثير من الامراض للانسان وان اكثر من 80% من النفايات الالكترونية تصدرها امريكيا الى الصين والدول الاسيوية الاخرى لاعادة تصنيفها (اعادة تدويرها)، ونشيرهنا الى اهم المكونات الخطرة للاجهزة الالكترونية وتأثيرراتها الصحية:
الباريوم مثلاً يستخدم لحماية مستخدمي الحاسبات الالية من الاشعاعات وان التعرض للباريوم لفترة قصيرة يؤدي الى اورام في المخ وضعف عضلات الجسم ويعمل على اصابة القلب والكبد والطحال بامراض مزمنة.
الكروم: يخترق الخلايا بسهولة ويعمل على تحطيم الحامض النووي ويعد من اكثر العناصر تهديدا للبيئة وتزن الادوات البلاستيكية التي تحتوي على عنصر الكروم نحو 13.8 رطلاً في الحاسوب و 26% من هذه المواد البلاستيكية تحتوي على مركب(pvc) متعدد كلوريد الفنيل.
الاحبار: تحتوي النفايات الالكترونية على حاويات بلاستيكية مليئة بالاحبار الملونة والسوداء وتتكون هذه الاحبار من اخطر العناصر هو الكاربون المسبب لامراض الجهاز التنفسي والسرطان كما تحتوي هذه الاحبار على معادن ثقيلة.
الفسفور: وهي مكونات عضوية كيميائية موجودة في الواح الفسفور لها تأثيرات سمية.
عنصر الرصاصك له تأثيرات مباشرة وخطيرة على الجهاز العصبي والدورة الدموية والكلى وجهاز المناعة لدى الجسم البشري فضلا عن اثره السلبي على النمو العقلي للاطفال ويتركز الرصاص في الاجهزة الالكترونية على كل من لوحات التحكم والشاشات (58) رطلاً بالشاشة الواحدة وبطاريات الحاسوب ولوحات الطابعات.
تعاون مشترك
*هل هناك جهات اخرى تتعاون مع وزارتك؟
-ان عمل وزارة البيئة هي الرقابة والمتابعة لدوائر الوزارات الاخرى من ناحية مدى التزامها بالتعليمات البيئية الصادرة عن وزارتنا وهناك تعاون وثيق ومشترك مع بعض الوزارات حيث يوجد بروتوكول تعاون مشترك معهم في مجال البيئة وهناك مشاريع مستنفذ ذات تحويل خارجي تقوم وزارة البيئة بتنفيذه مع امانة بغداد ووزارة الصحة حول البيئة وفيما يخص ادارة النفايات الصلبة.
دراسات وبحوث
*ما هي خططكم المستقبلية؟
-يساهم قسم ادارة المخلفات الصلبة بانجاز العديد من الدراسات والبحوث في مجال ادارة المخلفات الصلبة والخطرة وكذلك اعد القسم التعليمات الخاصة بادارة النفايات الصلبة والخطرة، وادارة نفايات الرعاية الصحية، وشكلت لهذا الغرض لجان فنية من تشكيلات الوزارة لدراستها ومناقشتها وبالتالي تشريعها واقرارها قانونيا ثم يصادق عليها من مجلس شورى الدولة بالاضافة الى ذلك قدم القسم عدة مشاريع مقترحة في مجال ادارة النفايات الصلبة.
دورات
*هنا هناك تعاون دولي في مجال عملكم؟ وهل تم تنظيم دورات لتطوير عملكم خارج او داخل العراق؟
-نعم نظمت بعض الدورات في مجال تطوير عملنا بخصوص ادارة النفايات الصلبة في داخل وخارج العراق ولو بشكل محدود حاليا علما بان القسم(ادارة المخلفات الصلبة) من الاقسام الحديثة التي انشئت مع تشكيل الوزارة بعد عام(2003) ويحتاج منتسبوه الى الكثير من الدورات التدريبية في مجال ادارة النفايات الصلبة لرفع كفاءة وخبرة منتسبيه وكلنا امل وطموح للنهوض بخدمة وطننا العزيز للحفاظ على بيئتنا.
وهناك تعاون دولي في مجال عملنا أي ادارة النفايات الصلبة حيث تم تمويل مشروع من البنك الدولي فيما يخص ادارة النفايات الطبية سينفذ بالتعاون مع امانة بغداد ووزارة الصحة.
تغريد خلف عبد الرزاق: مدير قسم ادارة المخلفات الصلبة.

» تلوث الماء.. نتائج خطيرة على صحة الإنسان
» تلوث المياه الجوفية وطرق معالجتها
» تلوث المياه العذبة، والمياه الجوفية
» مسببات تلوث المياه العذبة وسُبل معالجتها وصيانتها
» الرابط الخاص بالجريدة التربوية الالكترونية